السبت، 3 يناير 2015

خلّوا بنيتي في حالها..




حلمت اليوم بوالدتي رحمها الله وكأنها تجلس في مكان واسع به مقاعد مرتفعة لونها بيج غامق, لم يكن هناك إلا هي وحضوري كان أشبه بطيف عندها .كانت تردد بحزن وصوت منكسر: (( خلّوا بنيتي في حالها خلّوا بنيتي في حالها)). لا أخفيكم سرا بأني نمت وأنا غاضبة جدا وحزينة, وبأني أفقت منكسرة ومنكسرة جدا جدا. ربما هو حديث نفس, وربما هو اشتياق, أو تمنّي بأن تعود لتحميني فبعدها أشعر بأني وحيدة, ولأنها كانت الأقوى ولأنها رحلت فبتّ ضعيفة ولم يبقى لي أحد. 
أماه كم أشتاق إليك الآن, أماه كم أحتاجك أكثر من ذي قبل, لا أحد مثلك أبدا, كنتُ أُسرُّ لك بتلك الأسرار المحرجة والمخيفة, وكنتي دائما ما تشعريني بأني سأكون بخير وبأني دائما أقوى بالله وحده, لن يفهم أحد ما مر بي ولا يمر بي الآن مثلك. أحببت قوتك وأحببت تفانيك , أحببت ابتسامتك المُطمئِنة واشتاق لها كثيرا, لم يستطع أي كلب أن يتجاوز حدوده معي حتى توفيتي. لا أريد شئ فقط أريد أن أرتمي في حضنك وأبكي كما كنت أفعل وأنا صغيرة وأنا كبيرة. فقط أريد أن أشتكي بدون أن يشعرني الشخص الذي أمامي بأنه ملّ وبأني سخيفة . ليتك تخبرينهم بأن :(( يخلّون بنيتك في حالها)), فهي أدرى بمصلحتها.
من له أم ترعاه فليبرّها وليستغل كل لحظة وهي ترفع يديها للسماء لتدعوا له فدعوات الأمهات هي الأصدق دائما. ورجاءا فلتدعوا لي أيضا فلم يعد لي أم تدعوا لي.
ودمتم بود أحبتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

على من يريد ان يتفضل بتعليق مراعاة الاخلاق الاسلاميه والابتعاد عن الطائفيه او اي شئ يسئ الادب